Search
Close this search box.

ما هو درب الأردن؟

درب الأردن هو مسار مشي طويل يمتد عبر المملكة، ويربط شمالها في أم قيس بجنوبها في العقبة. يوفر المسار نحو 40 يومًا من المشي على أكثر من 675 كيلومترًا، مرورًا بـ 75 قرية ومدينة على طوله. يعرض الدرب مناظر طبيعية متنوعة تشمل التلال الخضراء في الشمال، الأودية الوعرة والمنحدرات المطلة على غور الأردن، صخور البتراء الوردية، رمال ووادي رم الصحراوي والجبال الشاهقة فيه، وصولًا إلى المياه الصافية للبحر الأحمر.

مع كل خطوة تخطوها على درب الأردن، تأخذك في رحلة عبر تاريخ المملكة العريق وثراء ثقافاتها المتنوعة. عبورك لمسافة الوطن كاملة يمنحك فرصة فريدة لاستكشاف طبقات الثقافة المختلفة، وتذوق أشهى المأكولات الأردنية الأصيلة، والتواصل مع السكان المحليين أثناء المشي، وقضاء الليالي في بيوت الضيافة التي تحتضنك كضيف عزيز. كما تتيح لك الرحلة التعرف على التاريخ العميق للأرض والحضارات التي تركت أثرها على مر العصور. يمر الدرب عبر مواقع تاريخية بارزة مثل أم قيس، وجرش، والبتراء، إلى جانب العديد من الآثار الخفية التي تنبض بالحياة بين أحضان الطبيعة.

يحتوي هذا الموقع على العديد من الأدوات التي تساعدك في بدء تخطيط رحلتك على درب الأردن، بما في ذلك معلومات تفصيلية عن المسار، ونصائح للاستعداد لرحلتك، وقائمة بالمجموعات والشركات التي تنظم جولات المشي على الدرب. إن درب الأردن مسار لا يزال في طور النمو والتطور، لذلك ندعوك للمشاركة في تطويره وصيانته، والمساهمة في بناء مجتمع قوي يحيط به وبالأنشطة الخارجية في الأردن. إذا كانت لديك معلومات عن جزء من المسار، أو صور فوتوغرافية، أو موارد تتعلق بتنظيم السفر، فلا تتردد في مشاركتها! 

كيف نشأ درب الأردن؟

فكرة وجود درب يقطع ريف الأردن ليست جديدة. فقد عبرت طرق قديمة ومسارات تجارية هذه الأرض التي تشكل اليوم دولة الأردن منذ آلاف السنين. كان الأردن مركزًا لطريق الملوك، وهو مسار تجاري يمتد من مصر إلى العقبة، ثم شمالًا إلى دمشق. استخدم هذا الطريق الموآبيون والعمونيون والأدوميون، ولكن خلال القرون الأولى قبل الميلاد، وسّع التجار النبطيون هذا الطريق ليصل إلى آسيا والجزيرة العربية الجنوبية، مما جعل الأردن مركزًا لإمبراطوريتهم، وكانت البتراء جوهرتها الثمينة. وبعد انتهاء فترة حكم النبطيين، واصل الرومان استخدام هذه الطرق كجزء أساسي من شبكة طرقهم في الشرق الأوسط.

التنقل سيرًا على الأقدام في الأردن هو ممارسة قديمة قدم هذه المسارات التاريخية. فقد استخدمت لآلاف السنين كوسيلة للتجارة والتواصل مع الشعوب البعيدة. واليوم، ما زال المشي يجذب الناس لعبور ريف الأردن، حيث يخوض الرحالة هذه الأراضي بهدف الترفيه واستكشاف المناظر الطبيعية الخلابة والتنوع الثقافي للمجتمعات المحلية. في السنوات الأخيرة، شهدت مجالات الأنشطة الخارجية والسياحة المغامرة نموًا سريعًا في الأردن، وبرزت العديد من المجموعات التي تسعى إلى تعزيز التفاعل بين الأردنيين والسياح مع ما تزخر به البلاد من جمال طبيعي فريد.

 

نشأت فكرة درب الأردن في ظل هذا الازدهار المتسارع لاستكشاف المناطق الخارجية في الأردن، وقد طوّرتها عدة أشخاص ومنظمات كانوا جزءًا أساسيًا من المشهد الخارجي المتنامي في البلاد. ويجد من يعملون على استكشاف مسارات جديدة وإنشاء درب الأردن الموحد دعمًا كبيرًا من مجموعات أخرى ومن عشاق محليين في كل منطقة من مناطق الدرب. تساهم العديد من قبائل البدو في تطوير أجزاء الدرب الممتدة بين البتراء ووادي رم والعقبة، بينما حظيت الأقسام الشمالية والمناطق المحيطة بالكرك بدعم مستمر من المتنزهين المحليين والمجموعات. من الشمال إلى الجنوب، يقوم هذا المشروع على جهود لا تعرف الكلل من أشخاص ومنظمات ملتزمة بتحقيق رؤيته.

 

في يوليو 2015، تأسست جمعية درب الأردن لتتولى مسؤولية تطوير الدرب وصيانته، بالإضافة إلى تسهيل الوصول إليه من خلال بناء علاقات قوية مع جميع الجهات المعنية وتوفير معلومات شاملة عنه. بحلول منتصف عام 2016، حصلت الجمعية على منحة من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، ودعم من هيئة تنشيط السياحة الأردنية، ومساهمات من القطاع الخاص، إلى جانب دعم العديد من المتطوعين المحليين الذين يساعدون الجمعية في تحقيق أهدافها. يسهم درب الأردن في تطوير الاقتصاد المحلي من خلال توفير فرص عمل، وتعزيز الاقتصاد الوطني عبر تشجيع السياحة المستدامة التي تروج لثقافة الأنشطة الخارجية والوعي البيئي. حتى الآن، عملت الجمعية على تعزيز قدراتها، ووضع علامات إرشادية على مسارات الدرب من أم قيس إلى عجلون، وأجرت عمليات استكشاف وتحسينات على المسار، وبنت علاقات مع مقدمي الخدمات على طول الدرب (بما في ذلك بيوت الضيافة وتدريب المرشدين)، وقامت بالترويج والتسويق للدرب على المستويين المحلي والعالمي